WorldNews.Forum

الحقيقة المخفية وراء حظر 'الأطعمة غير الصحية' من برنامج SNAP: من المستفيد الحقيقي؟

By Fahad Al-Dosari • December 11, 2025

هل هي صحة عامة أم سيطرة خفية؟ تحليل قرار حظر الوجبات السريعة من دعم الغذاء

في خضم النقاشات الدائرة حول التغذية والصحة العامة، اتخذت ولاية ساوث كارولينا خطوة جريئة بالموافقة على إلغاء إعفاء يسمح بإنفاق أموال برنامج المساعدة الغذائية التكميلية (SNAP) على ما يُصنّف بـ 'الأطعمة غير الصحية'. هذا القرار، الذي يبدو للوهلة الأولى انتصاراً للصحة العامة، يخفي تحته شبكة معقدة من المصالح الاقتصادية والاجتماعية. إن تحليل هذا التحول لا يتعلق فقط بالصودا والرقائق، بل يتعلق بمن يملك سلطة تحديد ما هو 'مقبول' لأفقر شرائح المجتمع. برنامج SNAP، وهو شريان حياة لملايين الأسر، يواجه الآن إعادة تعريف جذرية لأهدافه.

التحليل العميق: من يخسر ومن يربح فعلاً؟

الخطاب الرسمي يركز على تقليل السمنة وأمراض السكري. هذا هدف نبيل، لكنه يغفل الواقع الاقتصادي القاسي. بالنسبة للمستفيدين من مساعدات الغذاء، غالباً ما تكون الأطعمة المصنعة والرخيصة هي الخيار الوحيد المتاح لتلبية احتياجات السعرات الحرارية اليومية. حظر هذه المواد لا يضمن تلقائياً توافر بدائل صحية بأسعار معقولة في الأحياء الفقيرة (التي غالباً ما تفتقر إلى محلات البقالة الكبرى).

الخاسرون الحقيقيون: هم الأسر ذات الدخل المحدود التي ستجد نفسها مجبرة على التكيف مع قيود جديدة دون زيادة في الميزانية. هذا يخلق 'فقر غذائي مضاعف'. علاوة على ذلك، ستعاني شركات الأغذية الكبرى التي تعتمد على حجم مبيعات هذه المنتجات الرخيصة. إنها ليست مجرد تغييرات في قائمة التسوق؛ إنها إعادة هيكلة لسوق الغذاء الموجه للفقراء.

المستفيدون غير المعلنين: قد تكون المتاجر الكبرى التي تبيع المنتجات الطازجة والأكثر تكلفة هي المستفيد الخفي، حيث يتم توجيه الإنفاق قسراً نحو سلال منتجاتها. كما أن جماعات الضغط الزراعية والغذائية التي تروج لـ 'الأغذية الكاملة' قد ترى في هذا القرار انتصاراً لرسالتها، حتى لو كان التطبيق العملي معيباً.

لماذا يهم هذا القرار خارج ساوث كارولينا؟

هذا القرار في ساوث كارولينا ليس حدثاً معزولاً؛ إنه اختبار لإمكانية تطبيق سياسات 'الأبوية الحكومية' على مستوى وطني. إذا نجح هذا النموذج، فمن المرجح أن يتوسع ليشمل ولايات أخرى، مما يغير بشكل جذري مفهوم مساعدات الغذاء. هل يجب على الحكومة أن تتدخل في الخيارات الفردية، حتى عندما تكون هذه الخيارات نابعة من ضائقة اقتصادية؟ هذا هو السؤال الفلسفي الذي يطرحه هذا القرار. تاريخياً، أدت محاولات مماثلة إلى ردود فعل عكسية قوية، حيث يرى الكثيرون أن هذا يمس الكرامة الشخصية وحرية الاختيار. (يمكن الرجوع إلى نقاشات مماثلة حول قوانين مكافحة السمنة في المكسيك).

توقعات المستقبل: ماذا سيحدث تالياً؟

توقعي الجريء: لن يؤدي هذا الحظر إلى انخفاض كبير في معدلات السمنة على المدى القصير، بل سيؤدي إلى زيادة في عمليات الاحتيال على نظام SNAP أو تحويل الميزانية المخصصة للطعام إلى احتياجات أساسية أخرى لا يغطيها البرنامج (مثل الإيجار أو النقل). سنشهد ظهور 'سوق سوداء' خفية للسلع المحظورة أو زيادة في الاعتماد على المساعدات الغذائية الأخرى غير المقيدة. الحكومة ستضطر في نهاية المطاف إلى ضخ المزيد من الأموال في البرنامج لتعويض التكاليف المرتفعة للأطعمة الصحية، أو ستواجه انتقادات واسعة النطاق لزيادة معاناة الأسر المستفيدة. إن معالجة الفقر هي الحل، وليس معاقبة اختيارات الفقراء.

النقاط الرئيسية (TL;DR)