WorldNews.Forum

الحقيقة المخفية وراء خطة نيويل للذكاء الاصطناعي: هل الإنتاجية مجرد قناع لتسريح العمال؟

By Sara Al-Hassan • December 7, 2025

الحقيقة المخفية وراء خطة نيويل للذكاء الاصطناعي: هل الإنتاجية مجرد قناع لتسريح العمال؟

في عالم سلع المستهلكين الذي لا يرحم، لا يُنظر إلى **الإنتاجية (Productivity)** على أنها هدف، بل هي عقيدة. عندما تعلن شركة عملاقة مثل نيويل (Newell Brands) عن إطلاق 'خطة إنتاجية' ضخمة تعتمد على **الذكاء الاصطناعي (Artificial Intelligence)** والرقمنة، فإن رد الفعل الأولي هو التصفيق الحار. لكن كمراقبين متمرسين، يجب أن نتساءل: ما هو الثمن الحقيقي لهذه الكفاءة المفاجئة؟

هذا المقال لا يلخص بيان الشركة الصحفي؛ بل يفكك الأجندة الخفية وراء هذا التحول الرقمي السريع، مستهدفاً الكلمات الرئيسية: الإنتاجية، الذكاء الاصطناعي، وسلع المستهلك.

البيان الرسمي مقابل الواقع القاسي

تتحدث نيويل، الشركة الأم لعلامات تجارية مألوفة، عن استخدام أدوات متقدمة لتحسين سلاسل الإمداد، وأتمتة العمليات المكتبية، وتسريع اتخاذ القرارات. هذا هو السرد المعتاد: التكنولوجيا كـ'منقذ'. لكن التحليل الأعمق يكشف عن تحول نموذجي. **الخاسرون الحقيقيون** في هذا السيناريو نادراً ما يكونون الإدارة العليا؛ إنهم الموظفون ذوو الياقات البيضاء الذين يعتمدون على المهام الروتينية التي يمكن للنماذج اللغوية الكبيرة (LLMs) التهامها في ثوانٍ.

الرهان هنا ليس على إنتاج المزيد من الأقلام أو أدوات المطبخ؛ بل هو رهان على تقليص الهيكل العظمي للشركة. **الإنتاجية** هنا تعني تقليل الحاجة إلى الموارد البشرية. إنها حرب استباقية ضد التضخم التشغيلي، مدعومة بـ الذكاء الاصطناعي كدرع أخلاقي. شاهدوا كيف تتجه شركات سلع المستهلك الكبرى نحو نموذج 'أقل هو أكثر' في التوظيف.

لماذا هذا التحول أكثر أهمية من مجرد أرقام؟

هذا ليس مجرد تحديث تكنولوجي عابر؛ إنه انعكاس لزمن اقتصادي جديد. في الماضي، كان الابتكار يتركز في المنتج نفسه. اليوم، الابتكار هو في **الهامش التشغيلي**. الشركات مثل نيويل تدرك أن المنافسة في سوق السلع الاستهلاكية المشبعة لم تعد تدور حول الإعلان الأذكى، بل حول تكلفة الوحدة الواحدة. إذا تمكن الذكاء الاصطناعي من خفض تكاليف المعالجة الخلفية بنسبة 15%، فهذا يترجم مباشرة إلى ميزة سعرية هائلة أو هامش ربح أكبر بكثير مما يمكن أن تحققه حملة تسويقية ناجحة.

الرؤية المتناقضة: بينما تتبنى نيويل أدوات الذكاء الاصطناعي لزيادة الكفاءة، فإنها تخاطر بفقدان اللمسة البشرية التي بنت علاماتها التجارية في المقام الأول. هل يمكن لخوارزمية أن تفهم الفروق الدقيقة في رغبات المستهلك التي تحتاجها علامة تجارية عمرها عقود؟ (يمكن قراءة المزيد عن تحديات الأتمتة في الصناعات التقليدية هنا: Reuters).

توقعات صادمة: ما الذي سيحدث لاحقاً؟

نتوقع أن نرى موجة أولية من 'إعادة هيكلة المهارات' التي سيتم التبشير بها كـ'تدريب على أدوات الذكاء الاصطناعي الجديدة'. لكن بعد 18 شهراً، سيتم الإعلان عن خفض كبير في القوى العاملة في الأقسام غير المرتبطة مباشرة بالإنتاج المادي أو المبيعات المباشرة. **التنبؤ الجريء:** ستصبح أقسام إدارة العلامات التجارية التقليدية في شركات السلع الاستهلاكية أصغر بنسبة 40% خلال السنوات الثلاث القادمة، ليحل محلها فرق صغيرة من 'مهندسي الأوامر' (Prompt Engineers) وعلماء البيانات.

وستكون المعركة الحقيقية القادمة هي **جودة البيانات**. نجاح خطة نيويل لن يعتمد على قوة نماذج الذكاء الاصطناعي، بل على مدى نظافة واتساق بياناتهم القديمة (ما يسمى بـ 'النفايات الرقمية'). (لتعميق فهمك لأهمية البيانات، راجع: Wikipedia).

الخلاصة: من المستفيد حقاً؟

المستفيدون هم حاملو الأسهم الذين يرون ارتفاعاً في الأرباح قصيرة الأجل، ومزودو برامج الذكاء الاصطناعي. الخاسرون هم الموظفون الذين سيتم استبدالهم بـ **الإنتاجية** الرقمية. هذا ليس تقدماً حتمياً؛ إنه خيار استراتيجي يهدف إلى تعظيم العائد للمساهمين بأقل تكلفة بشرية ممكنة. (دراسة عن تحول الشركات الكبرى: The New York Times).

صورة توضيحية: