WorldNews.Forum

الحقيقة المخفية وراء طفرة هوليوود في أوستن: من المستفيد الحقيقي من صناعة السينما؟

By Khalid Al-Mansoori • December 17, 2025

الخطاف: هل تحولت أوستن إلى هوليوود جديدة أم مجرد مزرعة للمواهب؟

تضج مدينة أوستن بالنشاط. كل يوم، نسمع عن مشاريع سينمائية وتلفزيونية ضخمة تختار تكساس كخلفية لها. لكن وراء بريق الأضواء والكاميرات، يكمن سؤال أكثر إلحاحًا: هل هذه الطفرة هي انتصار حقيقي للمجتمع المحلي، أم أنها مجرد عملية استنزاف ذكية لموارد المدينة؟ نحن لا نتحدث هنا عن مجرد طلبات ممثلين إضافيين، بل عن تحول اقتصادي وثقافي يلوح في الأفق. المفتاح هو فهم الديناميكيات الخفية لـ صناعة السينما.

اللحم: تحليل الهجرة الإنتاجية (The Production Migration Analysis)

الدافع الرئيسي وراء هذا التدفق ليس حب أوستن الفني، بل الحوافز الضريبية السخية التي تقدمها الولاية. هذا هو المحرك الاقتصادي الذي يتجاهله الكثيرون. عندما تتحدث التقارير عن زيادة في فرص العمل في مجال الأفلام، فإنها غالبًا ما تفشل في التمييز بين الوظائف قصيرة الأجل (الممثلون الإضافيون، طاقم الدعم المؤقت) والوظائف طويلة الأجل (الاستوديوهات الدائمة، الوظائف التقنية المتخصصة). الحقيقة المرة هي أن الاستوديوهات الكبرى تستغل هذه المزايا، وتحقق أرباحًا قياسية، بينما يرتفع الإيجار بشكل جنوني، مما يدفع الفنانين المحليين الأصليين خارج المدينة. هذا ليس نموًا؛ إنه استبدال.

إن التركيز على مواقع التصوير في تكساس يحوّل أوستن إلى مجرد 'مستودع' مؤقت لإنتاج المحتوى، بدلاً من أن تكون مركزًا إبداعيًا مستدامًا. إذا تم سحب الحوافز غدًا، فهل سيبقى هذا الازدهار؟ الاحتمال ضعيف.

لماذا يهم هذا الأمر: التكلفة الثقافية الخفية

الخاسر الأكبر هنا هو الروح الثقافية لأوستن. المدينة التي اشتهرت بكونها 'المدينة الحية' (The Live Music Capital) تجد نفسها الآن تتنافس على لقب 'المدينة المأجورة'. أين ذهبت الإيرادات الضخمة التي تجلبها هذه الإنتاجات؟ غالبًا ما تذهب إلى شركات الإنتاج خارج الولاية. إن الزيادة في الطلب على طاقم عمل الأفلام ترفع أجور العمالة الماهرة بشكل مصطنع، مما يخلق تضخمًا غير مستدام في قطاعات أخرى. هذا هو الوجه الآخر لعملة الإعفاءات الضريبية: تضخم تكلفة المعيشة الذي يهدد النسيج الاجتماعي للمدينة. قارن هذا بتركيز كاليفورنيا على بناء بنية تحتية دائمة للإنتاج (يمكن مراجعة تاريخ استوديوهات هوليوود هنا: Britannica - History of Motion Pictures).

التنبؤ: إلى أين نتجه من هنا؟ (What Happens Next?)

توقعي الجريء هو أن أوستن ستصل إلى نقطة تشبع خلال ثلاث سنوات. عندما تبدأ تكاليف الإسكان والتشغيل في تجاوز جاذبية الحوافز الضريبية، ستبدأ الاستوديوهات في البحث عن 'أوستن الجديدة' في ولاية أخرى تقدم حوافز أفضل. الحل الوحيد لاستدامة هذا القطاع هو أن تضغط الحكومة المحلية لفرض شروط أكثر صرامة: إلزام الشركات بإنشاء مراكز تدريب محلية دائمة وتوظيف نسبة مئوية محددة من السكان المحليين في المناصب الإدارية والتقنية. إذا لم يحدث ذلك، ستكون هذه الطفرة مجرد وميض عابر، يترك وراءه مدينة أكثر تكلفة وأقل أصالة (يمكن الاطلاع على تقارير اقتصادية حول تأثير الحوافز الضريبية: Reuters).

الخلاصة: نقاط رئيسية