WorldNews.Forum

الحقيقة المظلمة وراء أفلام عيد الميلاد الكلاسيكية: من المستفيد الحقيقي من نوستالجيا العطلات؟

By Amal Al-Hashimi • December 13, 2025

الصيحة الصامتة: عندما تصبح نوستالجيا أفلام العطلات سلعة

في كل عام، يتكرر الطقس ذاته: تضيء الأضواء، وتُفتح علب الزينة، وتُبث أفلام عيد الميلاد الكلاسيكية للمرة الألف. يظن الجمهور أنه يستمتع بجرعة بريئة من الحنين إلى الماضي، لكننا هنا لنكشف الزيف. السؤال الحقيقي ليس: 'ما هو أفضل فيلم؟' بل: 'من يسيطر على سردية العطلات؟' هذه الأفلام ليست مجرد ترفيه؛ إنها آلة اقتصادية وثقافية ضخمة تخدم مصالح محددة. التركيز على أفلام العطلات التقليدية يخدم أجندة إبقاء المستهلكين في حالة حنين مستمر، مما يقلل من تقبلهم للتجارب الثقافية الجديدة.

التحليل العميق: التزييف وراء 'الروح السعيدة'

دعونا نكون صريحين. أفلام مثل 'It's a Wonderful Life' أو 'A Christmas Carol' (بمختلف صيغها) هي في جوهرها روايات عن فشل رأسمالي يتم إصلاحه بمعجزة سحرية. هذا هو التخدير الثقافي بامتياز. يتم تقديم حلول سحرية لمشاكل هيكلية عميقة (الفقر، الوحدة، الجشع). بدلاً من المطالبة بتغيير اجتماعي أو اقتصادي، يتم تحويل التركيز إلى 'إصلاح القلب الفردي'. هذا هو الدرس الخفي الذي تزرعه هذه الأعمال في عقول المشاهدين: أفلام عيد الميلاد تخبرك أن المشكلة تكمن في داخلك، وليس في النظام. هذا يخدم مصالح النخبة الحاكمة التي لا تريد أن يطرح الجمهور أسئلة صعبة.

الأمر لا يتعلق فقط بالرسالة. انظر إلى الجانب الاقتصادي لـ أفلام العطلات. إنها تضمن تدفقاً هائلاً للإيرادات للمنصات والبث التلفزيوني على مدى عقود، مما يقلل من المخاطر المالية المرتبطة بإنتاج محتوى جديد ومبتكر. إنها 'الأصول الآمنة' لصناعة الترفيه. يمكن قراءة المزيد عن استراتيجيات استغلال الحنين في دراسات الإعلام الحديثة، مثل تلك التي تناقشها مؤسسات مرموقة مثل رويترز حول اقتصاديات الانتباه.

لماذا يخشى النقاد الكلاسيكيات؟

النقاد الذين يجرؤون على تحدي قدسية هذه الأفلام يواجهون عاصفة من الانتقادات. لماذا؟ لأن هذه الأفلام هي أساس 'هوية العطلة' المبرمجة. تحدي الفيلم الكلاسيكي هو تحدٍ للهوية الجماعية، حتى لو كانت تلك الهوية مبنية على أسس ثقافية قديمة أو مضللة. هذا التمسك بالقديم يمنع تطور السرديات السينمائية لتمثل الواقع المعاصر. (للمزيد حول دور الثقافة في تشكيل الهوية، يمكن مراجعة تحليلات معاهد مثل نيويورك تايمز).

ماذا سيحدث بعد ذلك؟ التنبؤ الجريء

التنبؤ: سيشهد العقد القادم 'تمردًا نوستالجيًا مضادًا'. بينما سيستمر الجيل الأكبر في بث الكلاسيكيات، سيبدأ الجيل Z وجيل ألفا في مقاطعة هذه الأعمال علناً، مطالبين بـ 'أفلام عطلات' تعكس التنوع الاجتماعي والتعقيد الاقتصادي الفعلي. سنشهد انفجاراً في المحتوى المستقل الذي يسخر من النماذج السطحية لأفلام الماضي، مما يجبر الاستوديوهات الكبرى على إنتاج نسخ 'مُحدّثة' (أو ربما 'مُعقّمة') لهذه الكلاسيكيات، محاولةً سرقة الإثارة المضادة. لكن هذا لن ينجح طويلاً؛ الروح الحقيقية تكمن في الأصالة، وليس في إعادة التدوير.

لا تدعوا الحنين يغشاكم. شاهدوا الكلاسيكيات، لكن اسألوا دائماً: من المستفيد من هذا الشعور الجيد؟