WorldNews.Forum

الذكاء الاصطناعي يستهلك الكهرباء كالأفعى الجائعة: هل شبكات الطاقة العالمية مستعدة لكارثة الصمت الكهربائي؟

By Fahad Al-Dosari • December 11, 2025

الخطاف: هل نحن على شفا انقطاع عالمي بسبب 'الذكاء الاصطناعي'؟

تتحدث شركات التكنولوجيا الكبرى عن معجزة الذكاء الاصطناعي التوليدي (Generative AI) وقدرته على تغيير العالم. لكن خلف هذا البهاء الرقمي، هناك حقيقة صادمة لا يريدون أن تسمعها: البنية التحتية التي تغذي هذا العصر الجديد — شبكات الكهرباء — هي عنق الزجاجة الأكبر والأكثر إهمالاً. نحن لا نتحدث عن زيادة طفيفة في الاستهلاك؛ نحن نتحدث عن جوع طاقي غير مسبوق. السؤال الحقيقي ليس 'هل سيعمل الذكاء الاصطناعي؟' بل 'هل سنبقى مضاءين بينما يعمل؟'.

اللحم: سباق تسلح طاقي خفي

البيانات تشير إلى أن مراكز بيانات الذكاء الاصطناعي تستهلك طاقة تفوق استهلاك دول بأكملها. تقارير تشير إلى أن تدريب نموذج لغوي كبير واحد يمكن أن يستهلك طاقة تعادل استهلاك مئات المنازل لعام كامل. هذا ليس مجرد 'زيادة في الطلب'؛ هذا تحول جذري في طبيعة الحمل الكهربائي. شركات مثل مايكروسوفت وجوجل تتسابق لبناء مزارع خوادم عملاقة، وهي تتطلب، بشكل أساسي، محطات طاقة خاصة بها. الشبكات التقليدية (Traditional Grids) صُممت للنمو التدريجي، وليس للانفجار المفاجئ في الطلب على مدار 24 ساعة.

الحديث عن 'سرعة الشبكة' (Grid Speed) هو تجميل للواقع. الحقيقة هي أن المشكلة ليست السرعة بقدر ما هي السعة والتوزيع. المناطق التي تشهد طفرة في بناء مراكز البيانات، مثل شمال فيرجينيا أو دبلن، بدأت تطلب كميات من الطاقة تفوق قدرة النقل والتوزيع الحالية، مما يؤدي إلى تأخيرات في المشاريع، أو الأسوأ، مخاطر انقطاع التيار في المناطق المجاورة. هذا هو الصراع غير المرئي: التكنولوجيا تتقدم بأضعاف سرعة البيروقراطية والتحديثات الهندسية اللازمة لدعمها.

لماذا يهم هذا: المنتصرون والخاسرون الحقيقيون

من المستفيد الحقيقي من هذا التحدي؟ شركات المرافق العامة القديمة (Legacy Utilities) تخسر مصداقيتها، بينما يربح مطورو مشاريع الطاقة المتجددة التي يمكن نشرها بسرعة (مثل مشاريع الطاقة الشمسية والبطاريات واسعة النطاق). لكن الخاسر الأكبر قد يكون المستهلك العادي والمصانع الصغيرة.

التحليل المتشائم يشير إلى أن الحكومات ستضطر للاختيار بين إعطاء الأولوية للطاقة لعمالقة الذكاء الاصطناعي (لأنهم محرك النمو الاقتصادي المعلن) على حساب استقرار الشبكة للمستهلكين. هذا يعني زيادات حتمية في أسعار الكهرباء وتنازلات في معايير الموثوقية. هذا هو الثمن الحقيقي لـ'القفزة التكنولوجية'. انظر إلى تقرير رويترز حول الضغوط على شبكات الكهرباء الأمريكية لفهم حجم الأزمة المعقدة.

التنبؤ: عصر 'التقنين الرقمي'

ماذا سيحدث بعد خمس سنوات؟ أتوقع أن نشهد ظهور مفهوم 'التقنين الرقمي' (Digital Rationing). لن تكون هناك انقطاعات عشوائية، بل ستفرض هيئات التنظيم قيوداً صارمة على الشركات لتقليل استهلاكها خلال أوقات الذروة، أو ستُجبر على بناء مصادر طاقة خاصة بها، مما يزيد من تكلفة الحوسبة بشكل كبير. الذكاء الاصطناعي سيصبح أغلى بكثير مما هو عليه اليوم، وسيتحول التركيز من 'كم يمكننا بناءه' إلى 'كم يمكننا تحمله فعلياً من طاقة'. الشركات التي لا تستثمر في كفاءة الطاقة (Energy Efficiency) بشكل جذري ستموت أولاً.

للحصول على تحليل معمق حول البنية التحتية للطاقة، يمكن الاطلاع على تقارير الهيئات الدولية المعنية بالطاقة مثل وكالة الطاقة الدولية (IEA) التي بدأت تحذر من هذا السيناريو.