WorldNews.Forum

الروبوتات الشبيهة بالبشر: هل هي فقاعة مالية أم مجرد حيلة تسويقية لسرقة رؤوس الأموال؟ الحقيقة التي لا يخبرك بها أحد.

By Ibrahim Al-Hassan • December 20, 2025

الخطاف: الرقص على حافة الهاوية التكنولوجية

هل نحن حقاً على أعتاب ثورة صناعية جديدة يقودها الروبوتات الشبيهة بالبشر (Humanoid Robots)، أم أننا نشهد للتو تكراراً مبهراً لفقاعات المضاربة التاريخية؟ الأصوات تتعالى من وول ستريت محذرة من أن الموجة الحالية من الاستثمار في تكنولوجيا الروبوتات ليست سوى وهم مالي ضخم، مصمم لضخ مليارات الدولارات في جيوب قلة مختارة. السؤال الذي يجب أن نطرحه بجرأة: هل هذه التكنولوجيا ستغير العالم حقاً، أم أنها مجرد أداة لجمع رؤوس الأموال السريعة؟

النقاش الحالي حول الاستثمار في الروبوتات يركز على الإمكانيات اللامحدودة، من المصانع إلى رعاية المسنين. لكننا نغفل النقطة الجوهرية: التكلفة الهائلة، والبطء الشديد في تحقيق العائد على الاستثمار (ROI) الفعلي. المحللون الماليون يشيرون إلى أن التقييمات الحالية لشركات الروبوتات تتجاوز بكثير أي إيرادات فعلية يمكن تحقيقها في السنوات الخمس القادمة. هذا هو جوهر الفقاعة: بيع الحلم قبل نضوج المنتج.

اللحم: التشريح الاقتصادي لـ"وهم البشر الآليين"

الضجيج الإعلامي يخدم أجندة محددة. الشركات الكبرى لا تستثمر في الروبوتات الشبيهة بالبشر لأنها جاهزة للإنتاج الضخم اليوم؛ بل تستثمر لأنها تحتاج إلى إظهار التزامها بـ"المستقبل" لإبقاء أسهمها مرتفعة وإغراء رؤوس الأموال المغامرة. لننظر إلى الواقع: الروبوتات الحالية لا تزال مكلفة بشكل خيالي، وتتطلب صيانة مستمرة، ولا يمكنها التعامل مع بيئات العمل المعقدة والمتغيرة مثل البشر تماماً.

من المستفيد الحقيقي؟ ليس المستهلك النهائي ولا العامل الذي سيتم استبداله قريباً. المستفيدون هم مؤسسو الشركات الناشئة التي تبيع "الأمل"، والمستثمرون الأوائل الذين يضخون السيولة في مرحلة ما قبل الإيرادات الكبيرة. إنها حلقة مفرغة: المستثمرون الجدد يدفعون ثمن أحلام المستثمرين القدامى. هذا النمط كلاسيكي، وقد رأيناه في فقاعة الدوت كوم وفي طفرة العملات المشفرة.

إن التركيز على الروبوتات البشرية هو تشتيت متعمد. التكنولوجيا الأكثر تأثيراً حالياً هي الأتمتة الصناعية (Industrial Automation) المتخصصة، التي تقدم عوائد مثبتة. لكن الروبوت البشري يبيع قصصاً أفضل لجمع التبرعات. قارن هذا بالتقدم الفعلي في مجال الذكاء الاصطناعي الذي أثبت قدرته على إحداث تغيير فوري، بينما الروبوتات لا تزال تتأرجح في المختبرات. (للاطلاع على تاريخ الفقاعات المالية، يمكن مراجعة تحليلات رويترز حول فقاعات الأصول).

لماذا يهم هذا: تحول القوة العاملة

إذا كانت هذه الفقاعة ستنفجر، فستكون التداعيات أعمق من مجرد خسائر مالية. الروبوتات الشبيهة بالبشر، حتى لو تأخرت، تعد بتغيير جذري في التركيبة الاجتماعية. عندما تصبح هذه الآلات رخيصة، فإنها لا تستبدل فقط العمالة اليدوية، بل الطبقة الوسطى الدنيا بأكملها. هذا يهدد الاستقرار الاجتماعي بشكل لم يسبق له مثيل. الشركات التي ستنجو هي تلك التي تستطيع بناء أنظمة بيئية كاملة للروبوتات بدلاً من مجرد بيع الأجهزة. (يمكن قراءة المزيد عن التحديات الاجتماعية للأتمتة في تقارير معهد ماساتشوستس للتكنولوجيا).

الخطر الأكبر هو أن المستثمرين سيتحرقون، مما يؤدي إلى سحب التمويل من مجالات تكنولوجية أكثر نضجاً وفائدة، مثل أمن الفضاء الإلكتروني أو الطاقة المتجددة. نحن نراهن بمستقبلنا على تكنولوجيا لم تكتمل بعد.

ماذا سيحدث بعد ذلك؟ تنبؤ جريء

التنبؤ هو أننا سنشهد "تصحيحاً قاسياً" للتقييمات خلال 18 شهراً القادمة. لن تختفي الروبوتات، لكن الشركات التي لا تملك نموذج عمل واضحاً بخلاف "التكنولوجيا المتقدمة" ستنهار أو سيتم الاستحواذ عليها بأسعار زهيدة. سنرى تحولاً في التركيز من الروبوتات البشرية العامة إلى الروبوتات المتخصصة (Specialized Robotics) القادرة على أداء مهمة واحدة بكفاءة تفوق الإنسان بتكلفة أقل. الشركة التي ستفوز حقاً هي التي ستنجح في خفض تكلفة مستشعرات الحركة وأجهزة الاستشعار بشكل جذري، وليس بالضرورة الشركة التي تصنع أفضل تصميم بشري.

الروبوتات الشبيهة بالبشر هي سباق تسلح تكنولوجي، والجميع يخسرون المال حتى الآن. المستقبل لن يكون لـ"الرجل الآلي"، بل لـ"الآلة الفعالة".