WorldNews.Forum

السر الخفي وراء إجبار الكونغرس لقوة الفضاء: هل هي كفاءة أم سيطرة؟

By Fahad Al-Mansoori • December 19, 2025

الخطاف: هل قوة الفضاء مجرد دمية في يد الكابيتول هيل؟

في خضم الضجيج المعتاد حول ميزانية الدفاع، يتردد صدى قرار غير متوقع صادر عن الكونغرس الأمريكي. قانون تفويض الدفاع الوطني (NDAA) لم يعد مجرد قائمة مشتريات سنوية؛ لقد أصبح أداة جراحية دقيقة تستهدف قلب المؤسسة الناشئة: قوة الفضاء الأمريكية (Space Force). السؤال الذي لا يطرحه أحد بصوت عالٍ هو: هل هذا الضغط لـ"تحسين قدرات الاستحواذ" هو سعي حقيقي للكفاءة، أم أنه عملية إعادة تأميم خفية للسلطة من فرع عسكري حديث العهد؟

الخبر السطحي يقول إن الكونغرس يطالب قوة الفضاء بتسريع وتيرة تطوير وشراء الأقمار الصناعية والأنظمة الفضائية المعقدة، مع التركيز على التخلص من البيروقراطية البطيئة التي ورثتها عن سلاح الجو. لكن هذا مجرد غطاء. الحقيقة تكمن في الصراع الأبدي بين المرونة التكنولوجية التي تتطلبها البيئة الفضائية المتغيرة، والرقابة التقليدية التي يصر عليها المشرعون الذين يخشون فقدان السيطرة على ميزانيات التكنولوجيا الفائقة.

اللحم: تشريح الإكراه التشريعي

إن الاعتماد المفرط على آليات الاستحواذ العسكري القديمة (المعروفة ببطئها وتكلفتها الباهظة) هو بالفعل نقطة ضعف لقوة الفضاء. ومع ذلك، فإن إدخال تعديلات صارمة عبر NDAA يرسل رسالة واضحة: إما أن تثبتوا قدرتكم على الشراء بسرعة وكفاءة، أو سنقوم بـ "إعادة الهيكلة". هذا يخدم أجندتين متناقضتين. أولاً، يرضي المتشددين الذين يرون أن قوة الفضاء تتجه نحو الاستقلال المفرط عن هياكل البنتاغون التقليدية. ثانيًا، يضع ضغطًا هائلاً على القادة الجدد لإثبات أنهم يستطيعون التنافس مع شركات التكنولوجيا الخاصة السريعة مثل سبيس إكس (SpaceX)، التي غيرت قواعد اللعبة بالفعل. (للاطلاع على دور القطاع الخاص في الفضاء، انظر تحليلات وكالة ناسا الموثوقة).

لماذا يهم هذا حقًا: سباق التسلح الجديد

المعركة هنا ليست حول العقود، بل حول **الردع الاستراتيجي**. الخصوم الجيوسياسيون، مثل الصين وروسيا، لا يتبعون بروتوكولات الشراء الأمريكية. هم يطورون قدرات مضادة للأقمار الصناعية بسرعة مذهلة. إذا استمرت قوة الفضاء في دورات المراجعة التي تستغرق سنوات، فإنها تخاطر بفقدان التفوق الفضائي، وهو ما يمثل العمود الفقري للقوة العسكرية الأمريكية الحديثة. الاستحواذ الفعال لم يعد رفاهية؛ إنه مسألة بقاء وجودي في الفضاء السيادي. (يمكن قراءة المزيد عن التهديدات الفضائية الحديثة عبر تقارير رويترز).

الخاسر الحقيقي في هذا السيناريو هو الابتكار غير المروض. المهندسون الشباب داخل قوة الفضاء سيجدون أنفسهم مقيدين بالتدقيق المالي الذي لا يفهمه سوى موظفي المشتريات المخضرمين. هذا يضمن أن الحلول المبتكرة التي يمكن أن تأتي من السوق المفتوحة سيتم تصفيتها عبر مرشحات البيروقراطية القديمة، مما يضعف **القدرة التنافسية العسكرية** على المدى الطويل.

التوقع: التفكيك المستتر

ماذا سيحدث بعد ذلك؟ أتوقع أن نرى انقسامًا داخليًا. لن تنجح قوة الفضاء في تلبية متطلبات الكونغرس الصارمة دون التضحية ببعض برامجها الأكثر طموحًا. النتيجة الأكثر ترجيحًا هي أننا سنشهد تزايدًا في العقود المباشرة (BAA - Broad Agency Announcements) التي تتجاوز القنوات التقليدية، مما يخلق منطقة رمادية في الميزانية. هذا سيزيد من الشكوك حول الشفافية، وهو بالضبط ما كان الكونغرس يحاول منعه. التنبؤ الجريء: في غضون خمس سنوات، سيتم تفكيك بعض وظائف الاستحواذ الرئيسية وإعادتها بشكل غير رسمي إلى وكالات الاستخبارات أو سلاح الجو، تحت ستار "الكفاءة المتخصصة". قوة الفضاء ستبقى الاسم، لكن السلطة الحقيقية ستتشتت. (لخلفية تاريخية عن إعادة الهيكلة العسكرية، راجع ويكيبيديا).

الخلاصة (TL;DR)