WorldNews.Forum

السر المظلم وراء تغيير نموذج قبول كليات إدارة الأعمال: من المستفيد الحقيقي؟

By Fatima Al-Harbi • December 8, 2025

الخطاف: هل انتهى عصر الـ GMAT/GRE؟

في عالم تعليم الأعمال الذي يزداد تنافسية، يبدو أن إحدى أكبر القلاع الأكاديمية الأمريكية، كلية إدارة الأعمال بجامعة نورث كارولينا (UNC)، قد أعلنت عن تحول زلزالي: التخلي عن متطلبات اختبارات القبول الموحدة (GMAT/GRE) لبرنامج الماجستير في إدارة الأعمال (MBA). هذا ليس مجرد تعديل إجرائي؛ إنه إعلان حرب خفي على مقاييس التقييم التقليدية. السؤال الذي يتردد في أروقة القبول الجامعي هو: هل هذا تحرر نحو الشمولية، أم أنه تكتيك ذكي لزيادة الإيرادات وحماية النخبة؟

الخبر السطحي يتحدث عن السعي لـ "تقييم شامل" للمتقدمين، مع التركيز على الخبرة العملية والسمات الشخصية. لكن الحقيقة، كما هي دائمًا، أكثر تعقيدًا. دعونا نغوص في التحليل العميق لـ القبول في كليات الأعمال.

اللحم: التحليل المتناقض للقرار

لطالما كانت اختبارات GMAT و GRE بمثابة بوابات صارمة، تضمن مستوى أساسيًا من الكفاءة التحليلية. إلغاؤها يبدو وكأنه يفتح الباب أمام مجموعة أوسع من المواهب التي قد لا تكون بالضرورة جيدة في اجتياز اختبارات محددة زمنيًا. هذا هو السرد الرسمي. لكن هناك وجه آخر للعملة.

من يخسر؟ الطلاب ذوو الخلفيات الأكاديمية الأقل تميزًا أو الذين يفتقرون إلى شبكات علاقات قوية. هؤلاء الطلاب كانوا يعتمدون على درجة GMAT عالية لـ "تأمين" مكانهم، كدليل موضوعي على قدرتهم على المنافسة. الآن، يصبح التقييم أكثر ذاتية، مما يمنح ميزة غير متناسبة لأولئك الذين يعرفون كيف يتألقون في المقابلات أو لديهم مسارات وظيفية لامعة بالفعل (والتي غالبًا ما تأتي من جامعات مرموقة أو شركات كبرى).

من يربح؟ الكلية نفسها، بشكل أساسي. إلغاء الاختبارات يقلل من التكاليف الإدارية ويزيد من جاذبية البرنامج للمتقدمين الذين يخشون الاختبارات. الأهم من ذلك، يسمح للكلية بـ **توجيه القبول** بشكل أكثر دقة نحو الأهداف الاستراتيجية للبرنامج (مثل زيادة التنوع في قطاعات معينة أو تعزيز ملف الخريجين الموظفين في شركات محددة). انظر إلى بيانات القبول في الجامعات المماثلة؛ هذا التحول يهدف إلى زيادة **معدل التحويل** من المتقدمين إلى الطلاب المسجلين.

لماذا يهم هذا: موت التقييم الموضوعي؟

هذا التغيير في جامعة نورث كارولينا ليس مجرد شأن محلي؛ إنه يمثل نقطة تحول في التعليم العالي الأمريكي. إذا بدأت كليات النخبة الأخرى في اتباع هذا الاتجاه، فإننا نشهد تحولًا من نظام قائم على الجدارة (حتى لو كان معيبًا) إلى نظام قائم على **التصور والشبكات**. هذا يزيد من صعوبة اختراق الطبقة العليا للأفراد من خارج الدوائر التقليدية. إنها خفية، لكنها قوية؛ إعادة تشكيل من سيصبح قادة الغد.

إذا كنت تبحث عن تحليل معمق لتأثير هذه التغييرات على السوق العالمي، فإن تقارير مثل تلك التي تنشرها رويترز حول الاتجاهات التعليمية توفر منظورًا واسعًا.

التنبؤ: ما الذي سيحدث بعد ذلك؟

خلال السنوات الثلاث المقبلة، سنشهد انقسامًا واضحًا في برامج الـ MBA. المدارس التي تعتمد على سمعتها العالمية (مثل هارفارد وستانفورد) ستبقى متحفظة، ربما تطلب إثباتًا بديلًا صارمًا. أما المدارس متوسطة المستوى أو التي تكافح لجذب أفضل المواهب، فستتبع UNC خطى سريعة في إلغاء الاختبارات. هذا سيؤدي إلى **تضخم في معدلات القبول** دون زيادة مقابلة في جودة الطلاب. سيضطر المتقدمون إلى التركيز بشكل أكبر على السيرة الذاتية المليئة بالأنشطة اللامنهجية والخبرات التي تبدو جيدة في الورق، مما يخلق جيلًا من المديرين التنفيذيين "المثاليين ظاهريًا".

النتيجة الحتمية هي أن قيمة شهادة الـ MBA ستنخفض بشكل عام، ما لم تقدم الكلية شيئًا فريدًا حقًا يتجاوز مجرد إدارة الشركة. ابحث عن زيادة في الطلب على برامج الماجستير المتخصصة (مثل المالية أو التحليلات) التي لا تزال تتمسك بالمعايير الكمية الصارمة.