WorldNews.Forum

الطائرات الرئاسية: هل هي تضحية حقيقية أم مجرد مناورة سياسية لإلهاء الشعب الغاني؟ الحقيقة التي لا يتحدثون عنها

By Amal Al-Hashimi • December 7, 2025

الطائرات الرئاسية: هل هي تضحية حقيقية أم مجرد مناورة سياسية لإلهاء الشعب الغاني؟ الحقيقة التي لا يتحدثون عنها

في خضم تدهور العملة المحلية، وارتفاع معدلات التضخم، وتزايد الضغوط الاجتماعية والاقتصادية التي تعصف بغانا، يبرز تصريح وزير الإعلام، أوبونغ نكرومواه، بأن شراء طائرتين رئاسيتين جديدتين 'ليس أولوية'. **هذا التصريح بحد ذاته هو المادة الإخبارية، لكن القصة الحقيقية تكمن في توقيته، وفي الصمت حول الأجندة الخفية.** النقاش حول **الأمن الرئاسي** والطائرات الخاصة ليس جديداً في أفريقيا، لكنه في السياق الغاني الحالي، حيث تتزايد المطالبات بالتقشف، يبدو وكأنه اختبار لمدى صبر الجمهور. نكرومواه يضع القضية في سلة 'التحديات الاقتصادية'، وهي إجابة نموذجية ومُتوقعة. لكن المحللين الحقيقيين يسألون: لماذا أُثير هذا الموضوع في المقام الأول؟ ولماذا يتم 'تعليقه' الآن وليس إلغاؤه بالكامل؟

التحليل العميق: من المستفيد الحقيقي من 'التأجيل'؟

الرابح الأكبر من هذا الإعلان ليس المواطن الغاني الذي يعاني من ارتفاع أسعار الوقود والغذاء. الرابح هو **النظام السياسي ذاته**. عندما يعلن مسؤول حكومي بارز أنهم 'يضعون احتياجات الشعب أولاً'، فإنهم يحققون ثلاثة أهداف استراتيجية فورية:
  1. **إخماد الغضب العام المؤقت:** يمنح هذا التصريح المواطن شعوراً زائفاً بأن الحكومة تسمع نداءات التقشف، مما يقلل من حدة الاحتجاجات الشعبية الموجهة نحو الإنفاق الحكومي الفاحش.
  2. **توجيه الانتباه بعيداً:** يُحوّل التركيز من قضايا هيكلية أكبر - مثل الديون السيادية أو سوء إدارة الموارد - إلى قضية واحدة محددة ومثيرة للجدل (الطائرات). إنها عملية تشتيت كلاسيكية.
  3. **تجهيز الأرضية للمستقبل:** تأجيل الشراء لا يعني إلغاءه. إنه يتيح للطبقة السياسية فرصة لإعادة صياغة الرواية، وربما شراء طائرة واحدة بدلاً من اثنتين لاحقاً، أو تبرير عملية الشراء بتفاصيل 'أكثر شفافية' بعد أن يهدأ الرأي العام.
الكلمة المفتاحية هنا هي **التقشف الحكومي**؛ وهو مفهوم يطالب به الشعب لكنه نادراً ما يُطبق على القمة. إن التركيز على الطائرات يغفل الإنفاق المهول على القصور، والمواكب الرسمية، والبعثات الخارجية التي لا تتوقف. (يمكن الاطلاع على تحليل للإنفاق الحكومي في تقارير صندوق النقد الدولي حول غانا).

التنبؤات: ما الذي سيحدث بعد ذلك؟

نتوقع أن يهدأ الجدل حول الطائرات الرئاسية لمدة تتراوح بين 12 إلى 18 شهراً. في غضون ذلك، ستستمر الحكومة في استخدام الطائرات المستأجرة أو طائرات الجيش، والتي غالباً ما تكون **أكثر تكلفة على المدى الطويل** من شراء أسطول خاص، لكنها لا تحمل نفس البصمة السياسية السلبية. عندما تصبح الظروف الاقتصادية 'أكثر استقراراً' (أو عندما ينسى الجمهور الاهتمام)، سنرى مناقصة جديدة، ربما لطائرة واحدة فاخرة، مبررة بـ'الحاجة الأمنية الملحة' أو 'توفير التكاليف على المدى الطويل'. هذا هو المسار المتوقع لأي سياسة عامة تُعلن 'تأجيلها' تحت ضغط شعبي. **الخلاصة القاطعة:** هذا ليس قراراً اقتصادياً حكيماً بقدر ما هو تكتيك سياسي بارع لإدارة السخط العام في ظل تحديات **الوضع الاقتصادي** المتأزم. (للمزيد حول إدارة السخط، راجع دراسات في العلوم السياسية حول 'نظرية الفقاعة الإعلامية').

نقاط رئيسية (TL;DR)