اليوم العالمي لريادة الأعمال النسائية: هل هو احتفال أم إلهاء عن الأزمة الحقيقية؟
في خضم الضجيج الإعلامي المعتاد، أعلن الحاكم شتاين عن تخصيص التاسع عشر من نوفمبر كيوم لريادة الأعمال النسائية. على السطح، يبدو الأمر وكأنه خطوة إيجابية لدعم رائدات الأعمال. لكننا هنا لنسأل السؤال الذي يتجنبه الجميع: هل هذه الإعلانات الرسمية هي وقود حقيقي للنمو الاقتصادي، أم مجرد **تكتيكات تسويقية** تهدف إلى تجميل صورة البيئة الاقتصادية دون معالجة التحديات الهيكلية؟
إن الحديث عن ريادة الأعمال أصبح موضة، خاصة عندما يتعلق الأمر بـ المرأة في الأعمال. لكن لنكن واقعيين: الإعلان هو مجرد حبر على ورق ما لم يتبعه تغيير تشريعي أو مالي ملموس. المشكلة ليست في الاعتراف بوجودهن؛ المشكلة هي في الفجوات التمويلية الهائلة، والوصول المحدود إلى شبكات رأس المال المخاطر، والتحديات الثقافية التي لا يزيلها مرسوم رسمي.
الوجه الخفي للاحتفال: من يربح حقًا من هذا اليوم؟
عندما تُعلن المناسبات الرسمية، المستفيد الأكبر غالبًا ما يكون الكيان المُعلن نفسه. في هذه الحالة، تستفيد الإدارة الحكومية من إظهار التزامها بـ **الشمول الاقتصادي**، مما يشتت الانتباه عن القضايا الأكثر إلحاحًا مثل التضخم، أو نقص التمويل الموجه فعليًا للمشاريع الصغيرة والمتوسطة التي تقودها النساء. إنه إلهاء فعال، يركز على الرمزية بدلاً من البنية التحتية.
التحليل العميق يكشف أن التمويل لا يزال يتدفق بشكل غير متناسب نحو الشركات التي يقودها الرجال. الإحصائيات العالمية، والتي تنعكس محليًا، تظهر أن الشركات التي يقودها نساء تحصل على جزء ضئيل جدًا من إجمالي رأس المال الاستثماري. فما فائدة يوم احتفالي إذا كانت آليات التمويل لا تزال متحيزة؟ هذا هو جوهر أزمة ريادة الأعمال النسائية اليوم.
لماذا لا يكفي الاعتراف؟
الاعتراف الرسمي يخدم غرضًا نفسيًا، لكنه لا يحل مشكلة السيولة. تحتاج رائدات الأعمال إلى أكثر من مجرد شهادة شرف؛ يحتجن إلى الوصول إلى شبكات المستثمرين الكبار، وتسهيلات القروض، وتخفيف الأعباء التنظيمية المعقدة التي غالبًا ما تستنزف الموارد في المراحل المبكرة. الإجراءات الحكومية الحقيقية يجب أن تركز على إصلاح هذه العوائق، بدلاً من مجرد إقامة مراسم سنوية. يمكنكم الاطلاع على التحديات الهيكلية التي تواجه الشركات الصغيرة في الولايات المتحدة عبر تقارير مؤسسات موثوقة مثل إدارة الأعمال الصغيرة الأمريكية (SBA).
توقعات جريئة: ماذا سيحدث بعد نوفمبر؟
أتوقع أن نشهد تراجعًا سريعًا لزخم هذا اليوم بعد انتهاء الأسبوع. ستعود السردية إلى التركيز على الشركات الكبرى. التنبؤ الأكثر جرأة هو أننا سنرى موجة من المبادرات الخاصة، التي تقودها مؤسسات القطاع الخاص، محاولةً سد الفجوة التي فشلت فيها المبادرات الحكومية الرمزية. ستظهر صناديق استثمارية صغيرة تركز حصريًا على النساء، مدفوعة بالحاجة إلى إثبات أن الاستثمار في المرأة في الأعمال هو قرار اقتصادي سليم، وليس مجرد التزام اجتماعي. هذا التحول من الحكومة إلى القطاع الخاص هو ما سيحدد مصير هذه الحركة فعليًا.
للحصول على منظور أوسع حول دور المرأة في الاقتصاد العالمي، يمكن مراجعة التقارير الصادرة عن رويترز. كما أن فهم السياق التاريخي لتمكين المرأة الاقتصادي مفيد، ويمكن الرجوع إلى مصادر مثل هيئة الأمم المتحدة للمرأة.