WorldNews.Forum

سر الشراكة بين IBM و Pearson: هل الذكاء الاصطناعي سيقضي على المعلمين أم سيعيد تشكيلهم للأبد؟

By Fahad Al-Qahtani • December 12, 2025

المقدمة: العقد الجديد للتعليم الرقمي

في خضم طفرة الذكاء الاصطناعي (AI)، تبرز شراكة ضخمة بين عملاق التكنولوجيا IBM وشركة بيرسون (Pearson) التعليمية العملاقة. للوهلة الأولى، تبدو القصة تقليدية: أدوات تعلم جديدة مدعومة بالذكاء الاصطناعي للأفراد والمؤسسات. لكن، بصفتنا محللين لا نكتفي بالسطور الأولى، يجب أن نسأل: ما هو الثمن الحقيقي لهذه "الأتمتة التعليمية"؟ هذه الشراكة ليست مجرد تحديث لمنصات إلكترونية؛ إنها محاولة لإعادة هندسة عملية نقل المعرفة نفسها، مع تداعيات عميقة على سوق العمل ومستقبل المعلمين.

الكلمات المفتاحية التي يجب مراقبتها هنا هي: الذكاء الاصطناعي، التعلم الآلي، و التعليم الرقمي. الجميع يتحدث عن الكفاءة، لكن القليل يتحدث عن المركزية المتزايدة للبيانات.

اللحم: ما وراء الإعلان الرسمي

أعلنت IBM و Pearson عن تكثيف جهودهما لدمج تقنيات IBM المتقدمة في محتوى بيرسون التعليمي. الهدف المعلن هو تقديم تجارب تعليمية مُخصصة بشكل لا يصدق، تتكيف مع سرعة المتعلم ونقاط ضعفه. هذا يبدو رائعاً نظرياً، خاصة في سياق الحاجة المتزايدة لـ التعلم الآلي في تطوير المهارات المهنية.

لكن الحقيقة القاسية هي أن هذا التعاون يمثل انتقالاً للسلطة. بيرسون تملك المحتوى (الذهب القديم)، و IBM تملك البنية التحتية والقدرة التحليلية (الذهب الجديد). الفائز الحقيقي ليس الطالب بالضرورة، بل الكيان الذي يمتلك ويحلل بيانات أداء ملايين المتعلمين. هذه البيانات هي الوقود الذي سيشعل الجيل القادم من نماذج الذكاء الاصطناعي.

إنها ليست مجرد أدوات، بل هي أجهزة مراقبة للقدرات المعرفية. انظر إلى المنافسين؛ شركات مثل Coursera و LinkedIn Learning تراقب هذا التحول عن كثب. هذا التحالف يضعهم في موقع مهيمن للسيطرة على مسارات الاعتماد المهني العالمية. (لمزيد من التفاصيل حول تطور الذكاء الاصطناعي في التعليم، راجع هذا التحليل من رويترز).

لماذا يهم هذا: سيطرة البيانات على المعرفة

التحليل العميق يكشف أن الخطر الأكبر يكمن في **تنميط المعرفة**. عندما يتم تدريب نظام ذكاء اصطناعي على محتوى واحد ضخم (محتوى بيرسون)، فإنه يخلق "مساراً صحيحاً" واحداً للتعلم. هذا يقتل التنوع الفكري ويقلل من قيمة التفكير النقدي الذي يأتي من التعرض لوجهات نظر متعددة ومختلفة.

المعلمون التقليديون، الذين يعتمدون على التفاعل البشري والحدس، سيواجهون ضغطاً هائلاً. هل سيتم استبدالهم؟ ليس بالكامل بعد، لكن دورهم سيتحول من مُلقِّن إلى مُشرف على خوارزمية. هذا التحول يهدد الوظائف المتوسطة في قطاع التعليم العالي والتدريب المؤسسي.

نحن نشهد تحولاً من نموذج تعليمي قائم على الندرة (المعلم الخبير) إلى نموذج قائم على الوفرة (الخوارزمية المتاحة)، وهذا يغير الاقتصاد التعليمي جذرياً. للاطلاع على تاريخ خصخصة التعليم، يمكن الرجوع إلى الأرشيفات الأكاديمية حول الموسوعة البريطانية.

التنبؤ: ما الذي سيحدث بعد ذلك؟

أتوقع أن نشهد خلال السنوات الثلاث القادمة انقساماً حاداً في سوق التعلم. الذكاء الاصطناعي سيصبح المعيار للتدريب المهني السريع (المهارات التقنية المحددة). ومع ذلك، سيشهد التعليم البشري التقليدي (الذي يركز على الفلسفة، الأخلاق، والإبداع غير المهيكل) انتعاشاً مضاداً، مدفوعاً بالباحثين عن الأصالة والهروب من سيطرة الخوارزميات. الشركات التي تعتمد فقط على أدوات IBM/Pearson ستتفوق في الكفاءة ولكنها ستعاني من نقص في الابتكار الجذري الذي يتطلب تفكيراً خارج الصندوق الذي صممته الآلة لتبنيه.

الشركات ستضطر لتوظيف أشخاص لـ "فك تشفير" مخرجات التعلم الآلي، مما يخلق وظائف جديدة غريبة الأطوار حول تدقيق الذكاء الاصطناعي.

الخلاصة: نقاط رئيسية