لماذا موت فرانك جيري ليس مجرد نهاية لعصر معماري.. بل بداية لـ 'فوضى جمالية' في الموسيقى؟
By Salma Al-Farsi • December 8, 2025
الخطاف: هل كان جيري مهندس الصوت أم مجرد مصمم شكل؟
رحيل المهندس المعماري الأيقوني **فرانك جيري** يمثل أكثر من مجرد خسارة في عالم التصميم. لقد أصبح اسمه مرادفاً للتحول، لا سيما في المشهد الثقافي والموسيقي. السؤال الذي يتجاهله الجميع هو: هل كان تأثيره مجرد انعكاس لجمالية بصرية، أم أنه زرع بذور تحول جذري في كيفية إدراكنا للصوت والمكان؟ نحن هنا لنقول: الحقيقة أعمق من مجرد مبانٍ لامعة. **الهندسة المعمارية** لجيري، بتفكيكيتها وخطوطها المتموجة، هي استعارة مباشرة لـ **الموسيقى** الحديثة التي تكسر القواعد. لكن من المستفيد الحقيقي من هذا الانكسار؟
اللحم: التحليل الصادم لتأثير جيري على السمعيات
عندما نتحدث عن إنجازات جيري، يتبادر إلى الذهن فوراً متحف غوغنهايم بلباو، أو مركز والت ديزني للحفلات الموسيقية في لوس أنجلوس. هذه الهياكل، المغطاة بالتيتانيوم المتلألئ، هي تجسيد للـ 'دي-كونستركشن' (التفكيكية). ولكن، لننظر إلى الصوت. الموسيقى الكلاسيكية الجديدة، والموسيقى التجريبية، والموجات الإلكترونية الحديثة، كلها تشترك في رفض التناغم التقليدي لصالح التوتر، والتشويه، والتركيبات غير المتوقعة. جيري لم يبنِ مسارح؛ بل بنى آلات موسيقية ضخمة قابلة للسكن. هذا التناغم بين الشكل المتكسر والصوت التجريدي هو ما يغفل عنه الكثيرون عند تقييم إرثه في **الموسيقى**.
**الخاسرون الحقيقيون** ليسوا المعماريين التقليديين، بل هي النخبوية الثقافية التي ترفض هذا الاندماج. الميزانيات الضخمة التي تم ضخها في هذه المشاريع (والتي غالباً ما تتجاوز التقديرات بكثير، كما حدث مع بلباو) حولت الفن من ملكية عامة إلى سلعة فاخرة، مما يرفع تكلفة الوصول إلى التجربة الثقافية الراقية. هذا هو الثمن الخفي للتمرد الجمالي.
لماذا يهم هذا: تحليل القوة الخفية
القوة الحقيقية لجيري تكمن في **الاستفزاز الاقتصادي والثقافي**. مبانيه تفرض نفسها على المشهد الحضري، وتجبر المدن على إعادة تعريف هويتها (تأثير بلباو الشهير). هذا يوازي كيف أن فنانين مثل [أرنو شونبرغ](https://en.wikipedia.org/wiki/Arnold_Schoenberg) في الموسيقى، أو [جاكسون بولوك](https://en.wikipedia.org/wiki/Jackson_Pollock) في الفن، أجبروا الجمهور على قبول أن الجمال لا يكمن بالضرورة في التناسق. جيري نجح في تسويق 'اللامعقول' كعلامة تجارية فاخرة. هذا ليس مجرد فن؛ إنه تكتيك رأسمالي جديد في الثقافة.
التنبؤ: ماذا سيحدث بعد جيري؟
بعد رحيل جيري، سنشهد تحولاً جذرياً. لن يتبع المعماريون خطاه مباشرة في تقليد التيتانيوم المتموج، فهذا أصبح مبتذلاً. **التوقع الجريء** هو أن الجيل القادم من المهندسين المعماريين سيتحولون إلى النقيض: **العودة إلى البساطة الراديكالية والشفافية المطلقة**، مدفوعين بالاستدامة والواقعية الاقتصادية. في عالم **الموسيقى**، هذا يعني أننا سنرى موجة مضادة ضد الإنتاج المفرط، حيث سيعود التركيز إلى الأداء الحي 'الخام' والأصوات غير المعدلة. سيصبح التحدي هو إثارة الدهشة ليس بالتعقيد، بل بالبساطة المتقنة. (للاطلاع على التحديات الحالية في التخطيط الحضري، انظر تقارير [Reuters](https://www.reuters.com/)).
الخاتمة: إرث من الفوضى المنظمة
فرانك جيري لم يغير الموسيقى بالعمارة فحسب، بل غير قواعد اللعبة في كيفية تسويق 'التقدم'. لقد ترك وراءه عالماً يطالب بالدهشة المستمرة، وهو إرث قد يكون أكثر إرهاقاً مما هو ملهم. هل يمكننا العيش في عالم حيث كل مبنى وكل مقطوعة موسيقية يجب أن تكون 'بياناً'؟ هذا هو السؤال الذي سنواجهه في العقد القادم. (يمكن قراءة المزيد عن تأثيره على الفن المعاصر في [The New York Times](https://www.nytimes.com/)).