الخطاف: هل مات النضال أم تحوّل إلى سلعة؟
**النشاط السياسي (Activism)** ليس مجرد وقفة احتجاجية عابرة؛ إنه محرك التاريخ. لكن ماذا يحدث عندما يصبح رمز النضال أيقونة تُباع وتُشترى؟ نتحدث اليوم عن مرور 70 عاماً على اللحظة التي هزت أمريكا، لحظة روزا باركس، ليس للاحتفال بالذكرى، بل لتشريح كيفية ترويض وإعادة تدوير **النشاط (Activism)** ليناسب السردية المهيمنة. إنها ليست مجرد قصة عن امرأة رفضت التنازل، بل هي دراسة حالة عن **النشاط (Activism)** وكيف يُصنّف ويُقزّم.
اللحم: ترويض الأيقونة وتجاهل الثورة
المتداول إعلامياً هو صورة روزا باركس، السيدة الهادئة التي تعبت من يوم عمل طويل. هذا التبسيط هو الخطر الأكبر. الحقيقة التي يتجاهلها الكثيرون، والتي لا يريدون سماعها، هي أن روزا باركس لم تكن مجرد خياطة متعبة؛ كانت ناشطة متمرسة، عضوة في الجمعية الوطنية للنهوض بالملونين (NAACP) لعقود قبل ذلك اليوم. رفضها لم يكن عفوياً، بل كان عملاً محسوباً ضمن شبكة معقدة من **النشاط (Activism)** المنظم.
**الرابحون الحقيقيون** من هذه السردية المبسطة هم أولئك الذين يريدون فصل النضال عن التنظيم المنهجي. عندما تُحوّل باركس إلى 'ملهمة فردية'، يسهل على الأنظمة القائمة احتواء إرثها. يمكنهم وضع صورتها على الجدران، مع تجاهل مطالبها الأكثر جذرية المتعلقة بالعدالة الاقتصادية والاجتماعية الشاملة. هذا هو الاستغلال الحقيقي للرمز: إبقاء الروح الثورية خارج القاعة.
لماذا يهم هذا التحليل؟ الغرض الاقتصادي للذاكرة
لماذا نفشل في رؤية النمط؟ لأن تكلفة تذكر التنظيم المعقد والتضحيات المستمرة أعلى من تكلفة تذكر 'اللحظة البطولية'. **النشاط السياسي (Activism)** الفعال يتطلب تخطيطاً، وتمويلاً، واستراتيجية طويلة الأمد. عندما نركز فقط على 'المقعد'، فإننا نرسل رسالة خطيرة: أن التغيير يأتي من ومضة إلهام فردي، وليس من بناء القوة الجماعية. هذا يضعف الحركات الحديثة التي تحتاج إلى رؤية أبعد من الدورة الإخبارية لمدة 24 ساعة. انظر إلى كيفية تناول القضايا الحديثة؛ غالبًا ما يتم تفكيكها إلى هاشتاجات بدلاً من برامج سياسية متماسكة. هذا هو إرث التبسيط الذي بدأ مع تجميل رموز الماضي.
التنبؤ: أين يتجه النضال؟
**ماذا سيحدث لاحقاً؟** أتوقع أن نشهد تحولاً مضاداً في السنوات الخمس القادمة. ستواجه الحركات الاجتماعية تحدي 'الاحتواء الرمزي'. كلما زادت قوة أي حركة، زاد سعي المؤسسات لتقديم نسخة 'مُعقمة' منها. التحدي الحقيقي للنشطاء المستقبليين لن يكون مواجهة القمع الصريح، بل سيكون مقاومة 'الاحتضان المؤسسي' الذي يفرغ أهدافهم من معناها الحقيقي. الناشطون الذين سينجحون هم أولئك الذين يرفضون أن تُختزل قصصهم في صورة واحدة، ويصرون على التركيز على البنية التحتية للتغيير، وليس فقط على اللحظة الدرامية. (للمزيد عن ديناميكيات الحركات الاجتماعية الحديثة، يمكن الاطلاع على تحليلات رويترز).
**الخلاصة**: إرث باركس ليس مجرد شجاعة؛ إنه دعوة مستمرة للعمل التنظيمي الجذري. تجاهل هذا الجانب هو خيانة للروح التي أشعلت الشرارة في المقام الأول. (لتعميق الفهم حول تاريخ الحقوق المدنية، انظر إلى أرشيفات جامعة كولورادو بولدر).