WorldNews.Forum

نيوسوم يشتري الخبرة الفيدرالية: هل شبكة كاليفورنيا الصحية الجديدة هي خطة سرية للهروب من واشنطن؟

By Khalid Al-Rahman • December 16, 2025

الحقيقة غير المعلنة: لماذا يشتري غافن نيوسوم نخبة الصحة العامة الفيدرالية؟

في خطوة أثارت همسات في أروقة العاصمة سكرامنتو وواشنطن، أعلن حاكم كاليفورنيا، غافن نيوسوم، عن تعيين مسؤولين سابقين في المراكز الأمريكية لمكافحة الأمراض والوقاية منها (CDC) لقيادة شبكة الصحة العامة الجديدة في الولاية. هذا ليس مجرد تعيين إداري روتيني؛ إنه **استراتيجية جيوسياسية صحية** بامتياز. السؤال الذي لا يطرحه الجميع هو: هل هذه مجرد محاولة لتعزيز الأمن الصحي لكاليفورنيا، أم أنها بمثابة تأسيس لـ "ظل حكومة صحية" موازية، بعيداً عن تقلبات السياسة الفيدرالية؟

الكلمات المفتاحية التي يجب مراقبتها هنا هي: الصحة العامة، غافن نيوسوم، والشبكة الصحية. هذه الخطوة تضع كاليفورنيا في موقع متقدم، ليس فقط في الاستجابة للأزمات، بل في صياغة المعايير المستقبلية للصحة في أمريكا، متجاوزة البيروقراطية الفيدرالية التي غالباً ما تعاني من الشلل السياسي.

تحليل القوة: من يخسر ومن يربح من هذا التحول؟

الرابح الأكبر هو بلا شك **نيوسوم نفسه**. من خلال استقطاب عقول ذات خبرة واسعة في إدارة الأوبئة من المستوى الفيدرالي، يرسل نيوسوم رسالة واضحة: كاليفورنيا لن تنتظر تفويضات واشنطن. إنه يبني حصناً معرفياً وعملياتياً. هذا يخدم طموحاته السياسية المحتملة بشكل مباشر، حيث يظهر كقائد قادر على تحقيق الاستقرار في أهم ملفات الحكم: صحة المواطنين. فكل نجاح في إدارة أي تهديد صحي مستقبلي سيكون بمثابة دليل دامغ على تفوق نموذجه على النموذج الفيدرالي المتقلب. هذا يمثل تحولاً في موازين القوى بين الولايات والحكومة المركزية.

أما الخاسرون فهم الطبقة الوسطى من المسؤولين المحليين في كاليفورنيا الذين كانوا يتطلعون لتولي هذه المناصب القيادية. كما أن هناك خسارة محتملة للشفافية؛ فمسؤولو CDC السابقون قد يجلبون معهم ثقافة العمل الفيدرالية التي غالباً ما تكون مغلقة ومحمية، مما قد يعيق التفاعل المباشر والشفاف مع الجمهور المحلي، وهو ما يتناقض مع الوعود باللامركزية. **الخبرة الفيدرالية** تحمل معها أحياناً ثقل الأخطاء السابقة التي ارتكبت على المستوى الوطني.

للاطلاع على كيفية تأثير السياسة على قرارات الصحة العامة بشكل عام، يمكن مراجعة التحليلات المعمقة حول دور الوكالات الفيدرالية: مراكز السيطرة على الأمراض والوقاية منها (CDC).

التنبؤ الجريء: ما الذي سيحدث بعد ذلك؟

أتوقع أن نشهد خلال العامين المقبلين **"هجرة عكسية للخبرات"** حيث ستحاول ولايات أخرى ذات توجهات ليبرالية مماثلة (مثل نيويورك أو واشنطن) تقليد نموذج نيوسوم عبر استقطاب كفاءات فيدرالية. الأهم من ذلك، ستبدأ هذه الشبكة الجديدة في كاليفورنيا بالعمل كـ **"مختبر تشريعي للسياسات الصحية"**. إذا نجحت هذه الكوادر في دمج البيانات وتحسين الاستجابة المحلية بشكل جذري، فمن المرجح أن يتم تبني إطار عملهم كـ "المعيار الذهبي" الذي سيتم الضغط لتطبيقه على المستوى الوطني عندما تتغير الإدارة الفيدرالية. هذا يضمن أن إرث نيوسوم الصحي سيبقى حتى بعد مغادرته منصبه.

هذا التركيز على بناء بنية تحتية قوية للصحة العامة يعكس إدراكاً بأن الأزمات القادمة لن تكون بالضرورة أوبئة، بل قد تكون تحديات مناخية تؤثر مباشرة على الصحة. اطلع على تقارير عن تأثير التغير المناخي على الصحة العامة: منظمة الصحة العالمية (WHO).

الاستنتاج: ولاية تفكر في المستقبل البعيد

إن تعيين خبراء من خارج الولاية ليس علامة ضعف، بل هو اعتراف بأن التحديات الكبرى تتطلب خبرات عابرة للحدود السياسية. لكن على نيوسوم أن يضمن أن هذه النخبة الجديدة لا تعزل نفسها عن النبض المحلي. نجاح هذه **الشبكة الصحية** سيقاس بمدى قدرتها على تطبيق أفضل الممارسات الفيدرالية مع الحفاظ على المرونة والشفافية المحلية. هذا هو السباق الحقيقي الذي بدأ للتو.

يمكن الاطلاع على رؤية الحاكم نيوسوم حول مستقبل الولاية في تصريحاته الرسمية: موقع حاكم كاليفورنيا الرسمي. وللتعمق في الهيكل التنظيمي الحكومي: رويترز حول التعيينات الحكومية.