WorldNews.Forum

هل برامج 'العافية' في الجامعات مجرد تخدير؟ الحقيقة المرة وراء فعاليات نهاية الامتحانات

By Fatima Al-Harbi • December 12, 2025

**الخطاف: هل 'العافية' مجرد ضمادة على جرح مكسور؟**

بينما تقترب فترة الامتحانات النهائية، تتدفق أخبار إدارات الجامعات حول تنظيم فعاليات 'العافية' (Wellness). تُقدم مراكز اللياقة الجامعية جلسات تأمل، ومساج سريع، وأكواب شاي مجانية، مدعية دعم 'صحة الطلاب'. لكن، **التحليل الجذري** يكشف أن هذا ليس دعماً حقيقياً؛ إنه تخدير مؤقت. هذا النهج السطحي لإدارة الإجهاد الأكاديمي يخدم أجندة خفية، ويحول مشكلة هيكلية إلى مسؤولية فردية. نحن لا نتحدث عن الصحة النفسية، بل عن إدارة الأزمات السريعة.

**اللحم: التخدير المؤسسي وإدارة السمعة**

التركيز على أحداث 'العافية' اللحظية خلال ذروة الضغط (فترة الامتحانات) هو مناورة استراتيجية بامتياز. الجامعات، التي تعتمد بشكل متزايد على الرسوم الدراسية المرتفعة والضغط الأكاديمي المتزايد (مما يضاعف من الإجهاد الأكاديمي)، تجد في هذه الفعاليات حلاً سريعاً لإدارة السمعة. إنها تقول للطلاب وأولياء الأمور: 'نحن نهتم'، بينما تتجاهل الأسباب الجذرية لـ صحة الطلاب المتدهورة: المناهج المكثفة، المنافسة الشرسة، والافتقار إلى الدعم الاستشاري الكافي على مدار الفصل الدراسي.

الأرباح الحقيقية تذهب للجهة التي تسيطر على السرد. عندما ينجح الطالب في اجتياز الفصل بفضل جرعة من 'اليوجا السريعة'، يتم تعزيز صورة المؤسسة كنظام داعم، بدلاً من الاعتراف بأن النظام نفسه هو المصدر الأساسي للمشكلة. هذا تحول خطير في مفهوم العافية (Wellness).

**لماذا يهم هذا التحليل؟ الغائبون عن المشهد**

من يفوز حقاً من هذه 'الاستراحات'؟ الكليات تفوز بالدعاية الإيجابية. الطلاب يحصلون على راحة قصيرة ومُقنّعة. لكن من يخسر؟ يخسر الطالب الذي يحتاج إلى تغييرات هيكلية حقيقية: تقليل عدد الواجبات، زيادة عدد المرشدين النفسيين المتاحين، أو مراجعة معايير التقييم القاسية. هذه الفعاليات تخلق وهم 'السيطرة' بينما يظل الطالب تحت رحمة نظام مصمم لإنهاكه. تحليل متعمق يظهر أن الاستثمار في هذه البرامج غالباً ما يقلل من الضغط على الإدارة لتقديم إصلاحات حقيقية في المناهج الدراسية أو بيئة التعلم.

لننظر إلى الإحصائيات: تظهر الأبحاث أن الضغط الأكاديمي هو المحرك الرئيسي للقلق في الجامعات. مقال من رويترز أشار إلى تزايد معدلات القلق بين طلاب الجامعات في السنوات الأخيرة. هذا يتطلب تدخلاً منهجياً، وليس مجرد 'ساعة تأمل' في قاعة رياضية.

**التنبؤ: ماذا سيحدث لاحقاً؟**

في المستقبل القريب، سنشهد 'تسليع' (Commodification) أكبر لمفاهيم العافية. الجامعات لن تتوقف عن تقديم هذه الخدمات، بل ستزيد من تسويقها. التحدي القادم للطلاب هو التمييز بين 'الرعاية الصحية العرضية' و'الدعم المنهجي'. أتوقع أن نرى موجة مضادة من الطلاب تطالب بـ 'إصلاحات أكاديمية' بدلاً من 'مساج مجاني'. سيتحول التركيز من 'كيف أتعامل مع الضغط؟' إلى 'لماذا هذا الضغط موجود أصلاً؟'. هذا التحول سيجبر الجامعات على مواجهة تضخم المناهج الدراسية.

للحصول على رؤية أوسع حول الصحة النفسية في التعليم العالي، يمكن الرجوع إلى تحليلات نيويورك تايمز حول أزمة الصحة العقلية في الحرم الجامعي.

**الخلاصة: نقاط رئيسية (TL;DR)**