الخاسر الحقيقي: لماذا قرار مجلس النواب الأمريكي بتجاهل دعم الرعاية الصحية هو مناورة سياسية قذرة؟

الخاسر الحقيقي: لماذا قرار مجلس النواب الأمريكي بتجاهل دعم الرعاية الصحية هو مناورة سياسية قذرة؟

هل تصدق أن أكبر أزمة **تأمين صحي** في أمريكا يتم تداولها كـ 'ورقة مساومة' في أروقة الكونغرس؟ عندما أعلن رئيس مجلس النواب الأمريكي عدم وجود تصويت وشيك لتمديد دعم **إعانات الرعاية الصحية**، لم يكن هذا مجرد إعلان إجرائي. كان هذا إعلان حرب خفية على الطبقة الوسطى والدنيا، وهي حرب لا يتحدث عنها الإعلام إلا في سياق 'الجمود السياسي'. الخبر السطحي يقول: لا يوجد تصويت. لكن التحليل العميق يكشف أن هذا القرار يخدم أجندات محددة بعيدة عن مصلحة المواطن الذي يعتمد على **الرعاية الصحية** الميسورة التكلفة. دعونا نغوص في الحقيقة غير المعلنة.

التحليل المضاد: من يربح حقاً من هذا التعطيل؟

المستفيدون ليسوا بالضرورة الحزب الذي يعارض الدعم بشكل علني. المستفيد الأكبر هو **الفوضى المنظمة**. عندما ينهار الدعم، يرتفع عدد غير المؤمن عليهم، ويزداد الضغط على المستشفيات العامة والخدمات الاجتماعية. هذا يخلق بيئة من عدم الاستقرار الاقتصادي والاجتماعي، وهو ما يمكن استغلاله لاحقاً لتمرير تشريعات جذرية أخرى - سواء كانت تخفيضات ضريبية للشركات الكبرى أو تفكيكاً أوسع لبرامج الرعاية الاجتماعية. إنهم يخلقون أزمة لبيع 'الحل' الذي يخدمهم. تخيل سيناريو: ملايين الأشخاص يواجهون فواتير طبية فلكية. هذا الخوف يشتت الانتباه عن القضايا الاقتصادية الأكبر التي تؤثر على الجميع. إنها تكتيك 'فرق تسد' في أبهى صوره السياسية. إن تجميد أي قرار بشأن **إعانات الرعاية الصحية** يضمن بقاء الشارع الأمريكي منشغلاً بالبقاء على قيد الحياة مالياً، بدلاً من مساءلة النخبة.

لماذا هذا التحرك هو خيانة للناخب؟

الدعم الحالي، الذي تم تمريره كإجراء طارئ، يمثل شريان حياة لملايين العائلات التي وجدت نفسها فجأة غير قادرة على تحمل تكاليف بوليصات التأمين بعد انتهاء فترة الوباء. إيقاف التصويت هو رسالة واضحة: 'مصالحكم ليست أولوية'. هذا يتناقض بشكل مباشر مع التصريحات المتكررة لجميع الأطراف حول أهمية 'حماية العائلات الأمريكية'. هذا التناقض الصارخ هو ما يغذي السخط العام، ولكن نادراً ما يتم تسليط الضوء على مدى تعمُّد هذا الإهمال. نحن نتحدث عن مئات المليارات من الدولارات التي ستذهب هباءً أو ستذهب مباشرة إلى جيوب شركات التأمين التي تستعد لجني أرباح قياسية من ارتفاع الأقساط. هذا ليس فشلاً تشريعياً؛ إنه نجاح تنظيمي للوبيات القوية.

توقعات المستقبل: أين نتجه من هنا؟

أتوقع أن نشهد موجة صعودية مفاجئة في أسعار التأمين الصحي في الربع القادم، تليها مناشدات يائسة من الحزب الديمقراطي لتمرير 'قانون إنقاذ' سريع. لكن، إذا استمرت القيادة الحالية لمجلس النواب، فسوف يتم استخدام هذا 'الإنقاذ' كرافعة لابتزاز تنازلات ضخمة في مجالات أخرى (مثل خفض الإنفاق أو تخفيضات ضريبية). الحل لن يكون حلاً كاملاً، بل سيكون هدنة مؤقتة ومكلفة للغاية على المدى الطويل. الحل الحقيقي الوحيد هو إزالة هذا الملف من طاولة المساومات السياسية وتحويله إلى حق دستوري غير قابل للتفاوض. (للمزيد عن تاريخ تشريعات التأمين الصحي، يمكن الرجوع إلى تحليلات موثوقة مثل تلك التي تنشرها [مؤسسة كايزر العائلية](https://www.kff.org/)). **الخلاصة:** تجميد التصويت ليس نهاية القصة؛ إنه بداية المرحلة الأكثر خطورة في أزمة **الرعاية الصحية** الأمريكية، حيث يدفع المواطن العادي فاتورة الصراع السياسي الداخلي.